كلمة الرئيس محمد حسني مبارك إلى الشعب المصري يوم 1 فبراير 2011
كاتب الموضوع
رسالة
rayan Admin
عدد المساهمات : 205 تاريخ التسجيل : 12/02/2013 العمر : 33
موضوع: كلمة الرئيس محمد حسني مبارك إلى الشعب المصري يوم 1 فبراير 2011 الثلاثاء فبراير 26, 2013 8:35 am
الإخوة المواطنون
أتحدث إليكم في أوقات صعبة تمتحن مصر وشعبها، وتكاد أن تنجرف بها وبهم إلى المجهول، يتعرض الوطن لأحداث عصيبة، واختبارات قاسية بدأت بشباب ومواطنين شرفاء مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرًا عن همومهم وتطلعاتهم وسرعان ما استغلهم من سعى إلى إشاعة الفوضى واللجوء إلى العنف والمواجهة والقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها، تحولت تلك التظاهرات من شكل راقي ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير إلى مواجهات مؤسفة تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت إلى التصعيد وصب الزيت على النار، واستهدفت أمن الوطن واستقراره بأعمال إثارة وتحريض وسلب ونهب وإشعال للحرائق، وقطع الطرقات، والاعتداء على مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة، واقتحام لبعض البعثات الدبلوماسية على أرض مصر، ونعيش معًا أيامًا مؤلمة، وما يوجع قلوبنا، والخوف الذي انتاب الأغلبية الكاسحة من المصريين، وما ساورهم من انزعاج وقلق وهواجس ما سيأتي به الغد لهم ولذويهم وعائلاتهم ومستقبل ومصير بلدهم، إن أحداث الأيام القليلة الماضية تفرض علينا جميعًا شعبًا وقيادة الاختيار ما بين الفوضى والاستقرار، وتطرح أمامنا ظروف جديدة، وواقعًا مصريًا مغايرًا يتعين أن نتعامل معه شعبًا وقواته المسلحة بأقصى قدر من الحكمة والحرص على مصالح مصر وأبنائها.
أيها الإخوة المواطنون،،
St-Takla.org Image: His Excellency President Mohammed Hosny Mubarak, President of Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: سيادة الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس مصر
لقد بادرت بتشكيل حكومة جديدة بأولويات وتكليفات جديدة تتجاوب مع مطالب شبابنا ورسالتهم، وكلفت نائب رئيس الجمهورية بالحوار مع كافة القوى السياسية حول كافة القضايا للإصلاح السياسي والديموقراطي، وما يتعلق من تعديلات دستورية وتشريعية من أجل تحقيق هذه المطالب المشروعة واستعادة الأمن والاستقرار، لكن هناك من القوى السياسية من رفض هذه الدعوة للحوار متمسكًا بأجنداتهم الخاصة، ودون مراعاة للظروف الدقيقة الراهنة لمصر وشعبها، وبالنظر لهذا الرفض لدعوتي للحوار، وهي دعوة ما تزال قائمة، فإنني أتوجه بحديث اليوم مباشرة لأبناء الشعب بفلاحيه وعماله، ومسلميه وأقباطه، وشيوخه وشبابه، ولكل مصري ومصرية في ريف الوطن ومدنه على اتساع أرضه ومحافظاته.
إنني لم أكن يومًا طالب سلطة أو جاه، ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسئولية، وما قدمته للوطن حربًا وسلامًا، كما أني رجل من رجال قواتنا المسلحة، وليس من طبعي خيانة الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسئولية، إن مسئوليتي الأولى الآن هي استعادة أمن واستقرار هذا الوطن لحين الانتقال السلمي للسلطة في أجواء تحمس مصر والمصريين، وتتيح تسليم المسئولية لمن يختاره الشعب في انتخابات الرئاسة المقبلة، وأقول بكل الصدق، وبصرف النظر عن الظروف الراهنة أنني لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة، فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها، لكنني الآن حريص كل الحرص على أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته، ومصر عزيزة آمنة مستقرة، وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور.
أقول بعبارات واضحة أنني سأعمل خلال الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية كي يتم اتخاذ التدابير والإجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات. إنني أدعو البرلمان بمجلسيه لمناقشة تعديل المادتين 76، و77 من الدستور بما يعدل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية، ويعتمد فترات محددة للرئاسة، ولكي يتمكن البرلمان الحالي بمجلسيه من مناقشة هذه التعديلات الدستورية، وما يرتبط بها من تعديلات تشريعية للقوانين المكملة للدستور، وتستطيع قراءة دستور مصر في هذا الرابط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت. وضمان لمشاركة كافة القوى السياسية في هذه المناقشات، فإنني أطالب البرلمان بالالتزام بكلمة القضاء وأحكامه في الطعون على الانتخابات التشريعية الأخيرة دون إبطاء.
سوف أوالي تنفيذ الحكومة الجديدة لتكليفاتها على نحو يحقق المطالب المشروعة للشعب، وأن يأتي أدائها معبرًا عن الشعب وتطلعه للإصلاح السياسي، ولإتاحة فرص العمل، ومكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية. وفي ذات السياق أنني أكلف جهاز الشرطة بالإطلاع بدوره في خدمة الشعب، وحماية المواطنين بنزاهة وشرف وأمانة، وبالاحترام الكامل لحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم. كما أنني أطالب السلطات الرقابية والقضائية بأن تتخذ على الفور ما يلزم من إجراءات لمواصلة ملاحقة المفسدين، والتحقيق مع المتسببين في ما شهدته مصر من انفلات أمني، ومن قاموا بأعمال السلب والنهب، وإشعال الحرائق وترويع الآمنين.
ذلك هو عهدي للشعب خلال الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية. أدعو الله أن يوفقني في الوفاء بها كي أختتم عطائي لمصر وشعبها بما يرضي الله والوطن وأبنائه. أيها الإخوة المواطنون،،
ستخرج مصر من الظروف الراهنة أقوى مما كانت عليه قبلها، أكثر ثقة وتماسكًا واستقرارًا، سيخرج منها شعبنا وهو أكثر وعيًا بما يحقق مصالحه، وأكثر حرصًا على عدم التفريط في مصيره ومستقبله. إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها.
إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت، وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وبما علينا.
إن الوطن باق، والأشخاص زائلون، ومصر العريقة هي الخالدة أبدًا، تنتقل رايتها وأمانتها بين سواعد أبنائها، وعلينا أن نضمن تحقيق ذلك بعزة ورفعة وكرامة جيلًا بعد جيل. حفظ الله هذا الوطن وشعبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كلمة الرئيس محمد حسني مبارك إلى الشعب المصري يوم 1 فبراير 2011